الغراب الاحمق

كان هناك غراب كبير مزهو بنفسه,لانه ظل اياما عدة يراقب تاجر الجبن, الذي كان لديه عشرات الاقراص من جميع الانواع والاشكال.
وانتهز الغراب فرصة انشغال التاجر بالحديث مع احد الزبائن,واستولى بسرعة ع قرص الجبن الذي يشتهيه.وها هو الان يقف بزهو فوق غصن شجرة عالية,وهو منفوخ الصدر ويحلم بالوجبة اللذيذة,التي سيتاولها وهو مطبق بنقاره ع قطعة الجبن بقوة.
وتحت الشجرة,كان هناك ثعلوب المكار يتقدم بهدوء,بعد ان ملات انفه رائحة الجبن الشهية.وكان جائعا هو الاخر,ولم يتناول أي طعام منذ ثلاثة ايام.
وقال ثعلوب المكار بصوت يقطر رقة وعذوبة:
_صباح الخير يا سيد غراب,يالك من طائر جميل,ان ريشك الناعم يلمع في الشمس,كانه نسيج من الحرير والمخمل,لكنك لاترد علي بكلمة؟هل انت اخرس؟بالتاكيد صوتك جميل ورائع.
صدقني لو ان صوتك في مثال جمال ريشك,فانت تستحق ان تكون ملكا للطيور بلا منافس.
ازداد زهو الغراب بنفسه,بعد ان استمع لكلام ثعلوب,وقال في نفسه:
_ان الثعلب اللطيف لايريد الا ان يسمع صوتي.وليس هناك ابسط من ذلك.
و..فتح منقاره,فسقط قرص الجبن.ولم يكن يريد اكثر من ذلك,فخطف الجبن وجرى به لياكله في مكان امن.
وهكذا يعيش المنافق دائما ع حساب المغرور,الذي يستمع له ويصدقه,لانه يمدحه بما ليس فيه.